السبت، 21 مايو 2011

......

فليلة من الليالي
حضرني حلم جميل
وسط البيت الخالي
سمعت خبار الخير
من النعاس فيقت خيالي
وهمت على جناج الطير
قلتلو انا ملكك يا غالي
سبقني وانا وراك نسير
نسجنا ملحف من سواد الليل
مشينا و جينا شي الف ميل
على ظهر الهوى ماشي على ظهر الخيل
لمحت من بعيد شمعة ضاوية
وسط سما كلها نجوم
لمحت ناس قلوبهم صافية
وعشرتهم كاملة دوم
شافوني وسولوني
شكون نتي ا البنية
بوجوههم البريئة طمنوني
جاوبت :انا تايهة و من دارنا مجلية
بكات الشمعة عليا
و الجمرة واستني
الخيل لطفت بيا
والطيور عزاتني
انا ريحانة
الهاربة من قصر الامير
انا رمانة
كنقلب على سيدي سحت الليل
فينكم يا حبابي وصحابي
يا معشر الكرم و الخير
فينكم يا اهلي وجيراني
نزلوني من على جناح الطير
سمعت صوت بعيد بوداني
كيقول :
يا ويح من طاح فبير
وصعاب عليه طلوعو
رفرف ما صاب جنحين
بكا ما نشفو دموعو
ااااه عليك يا دنيا يا غدارة
العيشة فيك لذيذة وخا فيها مرارة
واحد فالبير العميق كينوح
وانا فالسما العاليا باحزاني كنبوح
لازمني حبل طويل
ننقد اللي راه مرمي فالبير
اشنو ندير؟
تلفت ولقيت مرى شيبانية
تبسمتلي وقالتلي اجي ا البنية
شوفتها سخونة حامية
صورتها منورة ضاوية
صوتها بحال بحيرة دافيا
ضمتني لصدرها وقالت:
البير حسن ليك من السما العالية
رماتني وصرخت حتى عييت
خفت يكون مصيري خبيث
فقت على شروق شمس جميلة
تقلبت على سريري
و تعلمت من الشيبانية احسن حيلة
غطيت خيالي بملحف سميك
وانتهى كابوس هاد الليلة

الأحد، 15 مايو 2011

اخر وصية

على المنصة نادت فلسطين
متجرعة شرابا من انين
كطفلة محروقة الاصابع
ومعزوفة اخترقت سكون المسامع
نفس المشهد يتكرر
انهار الدماء تستمر في الجريان
عيون بريئة تغزوها الاشجان
نهاية سعيدة لم يحن لها الاوان
فجاة...
عم الصمت و انفجر الكبت
تغير المشهد
اصاب الاحباط المخرج
فلم يردد كلمة اكشن
انبهر المتفرجون
تلاشت الجماهير
قبل اسدال الستار عن المسرحية
متطلعين الى سيناريو التغيير
سائمين كل الاحداث الدرامية
بعد طول انتظار ولعبة مع النار
وضعت النهاية الارتجالية
دون استشارة مع المخرج
ولا عنصر من الاطراف المعنية
فتحول الستار الى جدار
وخلت المقاعد الامامية و حتى الخلفية
ثارت الجماهير خلف الاسوار
منادين:كلنا مع الانتفاضة الفلسطينية
على بعد اميال...سمعت صرخة الابطال
فاتسعت رقعة النداء بصوت الحرية
بالنطق والايماء والمحبة والايخاء
انفجرت براكين الغضب النارية
على الخشبة انتصب زعيم الابطال
فثار وقال :
ها انا ذا اكتب الوصية
ها انا ذا اضع نهاية للمسرحية
اصبري يا ابنتي ولا تجزعي
كوني فخورة و تقبلي مصرعي
بانتظارك في جنة النعيم حيث مرتعي
كوني قوية فلاذية و تشجعي
جففي عيون امك
فلن استطيع اخذها معي
عفوك سيدتي لم استئذنك في الرحيل
لكني اعدك بباقة نسيم عليل
عساك تقولين:هذا زوجي مغوار اصيل
هذا فارسي الذي شيد المجد الاثيل
هتك حجاب الشمس
وكسر الظل الظليل
وصيته تواترت جيلا عن جيل
بطولته قصة درامية ابكت الخليل
نسجتها الخنساء من خيوط من حرير
كسر الحاجز منتفضا وترك الركب يسير
فاضت مشاعر حزني والتهب خدي الاسيل
فكيف لي ان ازغرد و دموعي تسيل
تعالى يا بني اقرء الوصية
هذا ابوك الجواد الاصيل
خد العبرة وكن رجلا رجيل
اخلص حبك لوطنك ولا تكن هزيل
تعالي يا حماتي و كوني قوية
اجلسي واتممي الوصية
تاملَت...
همسَت...
ثم ابتسمَت...
وعيناها بالدموع تَلأْلأَت
زغردت ام الشهيد
صاحت...
اليوم يوم عيد
هيا يا طفل ردد النشيد
واستقبل صباح الغد الجديد
وموسما كله قلوب من حديد
افرح فابوك مات شهيد
غمرت دمائه الارض ارجوان
و انبعث من روحه لحن رنان
مزق بيديه الكفن
والتحف علم الوطن
ممتدا كطائر جريح بلا جناحان
كطفل رضيع يطلب الحنان
كابتسامة الجوكندا حيرت ابرع فنان
كشمس مشرقة في سماء نيسان
من نازعنا شبرا صار له قبرا
في سبيل حرية الاوطان
فاشهد يا زمان...الشعب ليس جبان
غذا سيبعث الشهيد حيا يقظان
فهيا زغردي يا امي و خذيه بالاحضان