الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

انا والسعادة عدوان

يوم عيد ميلادي
تزامن و ذكرى وفاة والدتي
فاطفئت شمعتي بدمعتي
لاني انا والسعادة عدوان
كانت صرختي الاولى
فاجعة كبرى
انفجرت الدموع بقدومي
وقبل خروجي من ذاك المشفى
حملت معي سلة همومي
فانا والسعادة عدوان
لم يكن والدي يحبني
وطوال الوقت يتهمني
كرهت نفسي...
احسست اني ولدت مجرما
وليس لي نصيب من براءة الصبا
كان يوم عقيقتي جنازة لوالدتي
فكيف ستكون بقية ايام حياتي؟
اكيد سابقى...
انا والسعادة عدوان
عاقبني والدي اشد عقاب
على جريمة لا اعرف ان كنت سببها
تمنيت لو لم احضر الى هذه الحياة
التي استقبلتني...
باستنكار و احتقار
عشت طفولة كلها ماساة
محروما من حنان الام
و مطعونا بنظرات الاب
الممزوجة بالكره و الحقد
لم يسبق له ان حضنني
ولا مرة قبلني
فانا والسعادة عدوان
عطفت علي خالتي
رعتني...
واحسنت تربيتي
فيا لحسرتي...
عندما كنت ارى زوج خالتي
يحمل ابنه و يدلله
وباحضانه يغمره
كنت اشعر حينها بالقشعريرة
فذهبت الى خالتي سالتها:
لماذا حرمت من ابي وهو حي؟
قولي له يا خالتي
اني لم اقتل والدتي
اقسم لك
اقسم
ففرت من عينيها دمعة
حضنتني
قالت:
لا تحزن يا صغيري
سوف تظهر براءتك
و سيندم والدك...
مرت ايام و شهور
وانا اعيش وحيدا
يتيم الاب والام
عشت معذب الضمير
بجريمة ارتكبتها دون قصد
حاولت النسيان
والعيش في امان
الى ان وصلني خبر
حكم علي بالاعدام
حين عرفت بانتحار ابي
حزنا على والدتي
التي كان يحبها بجنون
فاصبحت متهما في جريمتين
قتلت امي...
ثم ابي...
لكن...
لم ادخل السجن
ولم يصدر الحكم باعدامي
فحاكمتني الحياة
بالسجن الابدي
وسط زلزالة عذاب الضمير
والذكريات الحزينة
لاني...
انا والسعادة عدوان...